استأنف جيش الاحتلال اليوم الأحد قصفه مناطق في قطاع غزة برا
وبحرا وجوا بعد إعلانه انتهاء الهدنة الإنسانية التي مددتها إسرائيل من
جانب واحد، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 1052 منذ بدء العدوان
الإسرائيلي على القطاع قبل عشرين يوما.
وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه بعد استمرار إطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
الصواريخ "بشكل متواصل خلال الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها من
أجل السكان المدنيين في غزة، سيقوم الجيش الآن باستئناف أنشطته الجوية
والبحرية والبرية في قطاع غزة".
من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه "نظرا للانتهاكات الصارخة للهدنة الإنسانية من قبل حماس، فإن الجيش سيقوم الآن باستئناف أنشطته الهجومية".
وقال متحدث إسرائيلي إن الوضع عاد إلى ما كان عليه قبل 24
ساعة، مطالبا من سكان مناطق التماس عند حدود القطاع عدم البقاء في بيوتهم
التي عادوا إليها خلال التهدئة، وخاصة سكان المناطق الحدودية في بيت حانون
وبيت لاهيا والشجاعية والبريج والمغازي وخان يونس وعبسان وخزاعة.
وأفاد مراسل الجزيرة في غزة تامر المسحال بأن ثلاثة شهداء سقطوا في وسط وجنوب قطاع غزة مع إعلان الجيش الإسرائيلي إنهاء الهدنة.
استئناف القصفوقال
المسحال إن الاحتلال استأنف قصفه تحديدا في مناطق جنوب شرق غزة وشرق غزة،
منها الشجاعية والشعف والتفاح، وذكر أن هذا القصف العشوائي والمكثف تصاعد
مجددا بعد ليلة شبه هادئة.
وأوضح المسحال أن أعمدة الدخان تصاعدت جراء القصف في مناطق
وبلدات عدة في القطاع المحاصر في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين
فصائل المقاومة الفلسطينية وجنود الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة.
وأكد أن هذا اليوم قد يشهد تطورات كبيرة على الجانب الميداني والسياسي، إلا أنه لفت أن التطورات تبقى رهينة بما يحدث في الميدان.
في هذه الأثناء، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنه لا تهدئة دون تلبية مطالبها وإنهاء الحصار على غزة.
وقال المسحال إن فصائل المقاومة متفقة فيما بينها على ضرورة أن تحقق التهدئة إنهاء العملية العسكرية وإنهاء الحصار وفتح المعابر.
واعتبر أن هذه الشروط تأتي تماشيا مع المزاج الشعبي العام في
غزة، حيث إن هناك إجماعا من قبل الفلسطينيين في غزة على أنه رغم كل التعب
والتضحيات والشهداء والجرحى، فإن إسرائيل لا تملك ورقة إنهاء هذه الحرب دون
تلبية شروط المقاومة الفلسطينية.
قصف وشروطمن
جهته، قال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن المشهد يشير إلى أن القصف
عاد وكأن شيئا لم يكن، حيث تركز القصف في أكثر من محور، كالقاطع الشرقي
الذي يعد المحور الأكثر اشتعالا.
وفي وقت سابق قال إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس إن
الاحتلال الإسرائيلي هو من يحدد التهدئة من طرف واحد من أجل مصلحته. واعتبر
رضوان في مقابلة مع الجزيرة أن الاحتلال في ورطة وأن المقاومة هي التي
تفرض شروطها.
يشار إلى أن الخارجية الإسرائيلية اتهمت حماس بأنها هي التي
تنتهك التهدئة. وقال إيغال بالمور المتحدث باسم الخارجية للجزيرة إن حكومته
وافقت على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية التي
اقترحتها الأمم المتحدة, متهما حماس بأنها هي التي انتهكتها بإطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية، على حد تعبيره.
في سياق متصل، قالت مراسلة الجزيرة في القدس المحتلة
جيفارا البديري إن التهدئة الإنسانية كانت تكتيكية، ولفتت إلى أن العمليات
العسكرية ستتوسع، وحتى خلال فترة التهدئة الإنسانية لم يكن هناك انسحاب
لقوات الاحتلال من مناطق في القطاع.
وأضافت أن عددا من المحللين يرون أن الحكومة الإسرائيلية تبحث
عن مخرج لإنهاء العدوان على غزة، حيث ترغب إسرائيل في تحقيق شيء على الأرض
وسط مخاوف في صفوف الجيش الإسرائيلي.
No comments:
Post a Comment