كيف تتخلص من عقدك الشخصية ...

إن الحمد لله نستعينه و نستهديه و نستغفره و نتوب إليه و نصلى و نسلم على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين أما بعد .. بداية أعوذ بالله من أن أظلم

أو أُّظلم أو أجهل أو يجهل عليّ .. للأسف بعض الناس الذين يتعرضون للإعتداء و هم صغار يصبحون معتدين و هم كبار .. و البعض الآخر قد يرى سلوك أسري معين لم يرى غيره ربما رغب في تعلمه و هنا تظهر إستراتيجية محاكاة السلوكيات و أحيانا الصراع النفسي بين ( المعتدي والمعتدي عليه ) داخل نفسية الطفل المعتدي عليه يؤدي إلى أن يصبح هو نفسه معتديا لأن الصراع أو الشرخ داخله لم يلتئم بعد .. هناك بعض الناس يعتقدون أنهم أسرى الماضي وأن الجروح النفسية تشوه المرء من الداخل إلى أن يشاء الله و يقول الاخصائي : أنا لديّ ندبات جسدية لا تؤلمني الآن و عندما أنظر إليها فقط تذكرني بما حدث وهي تنبهني إلى ما يجب علىّ الأبتعاد عنه مستقبلا و لحسن الحظ إنه بإستطاعة العقل أن يشفي نفسه أسرع و أتم و أكمل من قدرة الجسد على شفاء نفسه ..
و اليوم أقدم إليكم تقنية إدارة العقل و التخلص من العقد النفسية راجيا أن يستفيد كل محتاج لهذه التقنية فيحويل الأحداث غير السارة في حياته إلى قوى أو طاقة للحاضر و للمستقبل و لمذيد من الراحة و السعادة .. و بفضل الله علم إدارة العقل يمنحنا تقنية جيدة جزى الله مكتشفه خيرا لأنه يساعدنا في التخلص من العقد النفسية للخوف والإعتداءات الجسدية و الجنسية بحيث أن تكون هذه الأمور أو المشاعر السلبية عبارة عن ردود أفعال سريعة تجاه ذكريات و أحداث غير سارة أو مؤلمة مليئة بالمعاناة بإسترجاع الذكريات ..
* أقترح أن يستخدم الإنسان المحتاج لهذه التقنية بداية على ذكرى سالبة أو أكثر من المستوى المتوسط بهدف أن يتعلم الخطوات و التقنية و للتأكد من أنها مجدية ثم يستخدام ما تعلمته و ما تدريب عليه مع أحداث مؤلمة و محزنة من المستوى الثقيل كأن يستيقظ من الليل يصرخ أو يبكي أو يصحو الصباح متعبا مجهدا و إن فاجأة أحد بلمسة من الخلف قفز هلعا و يصرخ و يكاد يبطش به ..
و حتى تهدأ و تعيش حياة طبيعية و تنام بعمق و تصحو مرتاحا عليك بعمل خطوات هذه التقنية :
أولا إختر ذكرى أو تجربة غير سارة لها مشاعر سلبية تريد أنت تحيّدها بجدية و إرادة صادقة ..
* إجلس في حالة تأمل و إسترخاء مغمض العينين لإسترجاع ثلاثة أحداث سلبية متوسطة دون أن تشعر بأسى ثم ركز عليها و كل ما أريده أن يراجع عقلك الداخلي أو الباطن و يصنف كل التجارب و الذكريات الماضية في حياتك ثم إفصل بين الذكريات الحزينة و تلك غير السارة عن الذكريات العادية و الذكريات السارة لأننا سنعمل عمل عجيب على الذكريات الغير سارة و سيعطيك عقلك الباطن إشارة ربما في اليد أو السبابة أنه أتم فصل و تصنيف الذكريات و عندما ينتهي من ذلك ربما تسمع صوتا في الداخل أو ترى شيئا أو تشعر أن التصنيف قد تم ...
* الآن أشكر عقلك الباطن على هذا التصنيف حتى تكون قادر على الإحتفاظ بأي علوم أو معارف تريد الإحتفاظ بها و بمشاعر إيجابية مختلفة مصاحبة لها إنه أمر جيد أن تستحدم تقنية علاج و شفاء العقد فقد عشت على مستوى اللاوعي هذه التجربة و عليك أن تجعل الذكريات السلبية أصغر حجما و أبهت لونا و أبعد .. حتى أن يعطيك عقلك الباطن رؤية و تصور بصري ترى فيه نفسك في كل هذه الذكريات على بعد .. ترى نفسك هناك و لا ترى هذه الذكريات و كأنك تعيشها ...
* ثم قم بصف كل الذكريات و الأحداث الماضية في خط أو صف واحد ثم علّم على الذكريات الغير سارة بوضع إشارات عليها ثم قف و ظهرك بإتجاه الماضي ثم عد للوراء إلى الخلف بسرعة كبيرة خلال كل أحداث الماضي الأليمة بغية أن تنفصل عنها تماما , إعمل ذلك بسرعة و لعدة مرات إن إحتجت و بعد الإنتهاء عُد إلى الحاضر ...
* إتصل بكل الذكريات السارة الموجودة في ماضيك : فإطلب من عقلك الباطن أن يرمز على الذكريات السارة بألوان مبهجة و إن شاء يجعلها أكبر و أن يجعلك متصلا بها كلها لا مشاهدا لها و لا منفصلا عنها و ذلك بهدف أن تعيش و تحيا هذه الذكريات تماما ...
* ثم صف كل ذكرياتك الماضية في خط مصفوف ثم إخرج أو علّم أو صُف الذكريات السارة سويا ثم أطفُ تخيلا فوق كل الذكريات الماضية ثم إهبط تخيلا و أدخل تخيلا إلى ذاتك إلى نفسك إليك من البداية في لحظة الإخصاب و التكوين ثم تحرك بسرعة إلى الأمام مرورا بكل ذكرياتك و أحداث حياتك الإيجابية السارة و إتصل بكل حدث و بكل ذكرى سارة إتصل بها تماما ، عشها و إفعل ذلك بسرعة إلى أن تصل إلى الحاضر و أنت متفائل و أكثر ثقة بنفسك ..
* ثم أحضر معك ما تعلمت إلى الحاضر إلى الآن إلى هنا هذه التجربة و الخبرة أو الخبرات الجديدة عن الذكريات السارة و تلك غير السارة ...
* ثم أحضر و خذ معك هذه التجربة ، الخبرة و طريقة التفكير إلى المستقبل و بهذا تكتمل التقنية و بإستطاعتك إستيعاب هذه الطريقة الجديدة في التعامل مع ذكرياتك و أحداث حياتك إلى حياتك .. الآن و في المستقبل حتى تستمتع بحياتك و تشعر بثقة و تفاؤل .. و تعلّم مواجهة أي مشكلة مستقبلية بتحليلها و كتابتها بكل ما لها و ما عليها و بعد أن تفرغ من الكتابة إقرأ ما كتبت ستشطب و تصلح و تضيف ثم إقرأ ثانية ما كتبت ستجد أن المشكلة التي تؤرق حياتك بسيطة و يمكنك التعامل معها و وضع الحلول المناسبة لها في هدوء و طمأنينة بعيدا عن الأرق و القلق و التوتر فالإنسان كائن عقلاني قادر على التحليل و التصور الحقيقي للأشياء دون مبالغة أو تضخيم ... و مع التقرب إلى الله سبحانه بالصلوات و الذكر و الإستغفار و الدعاء يكيفك سبحانه من كل ما يهمك و إقرأ قوله تعالي : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم .. و في الحديث قال صلى الله عليه و سلم : من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا و من كل ضيق مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب .. وعنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني و أَنَا عَبْدُكَ ، و أَنَا على عهْدِكَ و وعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، و أَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ .. منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، و مَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ و هُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْل الجنَّةِ » رواه البخاري
و عند الكرب و الشدة : لااله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السموات و الأرض و رب العرش الكريم .. و يقول أيضا : لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين .. و يقول : ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث ..
و اذا نزل به هم أو غم أو حزن : اللهم اني عبدك ؛ ابن عبدك ؛ ابن أمتك ؛ ناصيتي بيدك ؛ماض في حكمك ؛ عدل في قضاؤك ؛ أسألك بكل اسم هولك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ؛ أو علمته أحداً من خلقك ؛ أو إستأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ؛ و نور صدري ؛ و جلاء حزني؛ و ذهاب همي و غمي .. إلا أذهب الله همه و غمه و أبدل مكان همه فرحا و سرورا ..! أسأل الله القدير أن يرفع عنا البلاء و يصلح أحوالنا و أحوال المسلمين ..
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الأمين .... أشرف هميسة

No comments:

Post a Comment