كتبت رلى معوض: رغم ان الورد، وتحديداً الاحمر منه، يعبر عن اكثر لغات الحب رومنسية، توسعت مفردات الرومنسية اليوم لتصل الى الشاي. فبعدما كان هذا المنتج يستخدم لحاجات طبية وفي
الجلسات الاجتماعية والترفيه، تطورت صناعته بخلطات دافئة ولذيذة، واصبح لغة جديدة للمناسبات ومنها الحب فهناك الابيض والاخضر والاسود منه، ونكهات مختلفة منها "شاي العشاق". واخرى دافئة او منعشة بحسب الذوق والمزاج.وفي بيروت "اوان" محل صغير جدا لبيع الشاي بكل اشكاله ونكهاته الغنية والمنوعة، يشعرك بالدفء من خلال انواع مختلفة وخلطات خاصة صنعها عشاق الشاي تشبه الذوق اللبناني وثقافته. اسمه يعكس فكرة اصحابه، "لكل لحظة نوع من الشاي يناسبها بنكهة لبنانية، وتذكرة سفر ليست باهظة الثمن تنقل المتذوق الى بلدان العالم بالنكهة والطعم".
فبعد سنة من الدراسة، يقول مؤسس "اوان" ناجي رزق، "وجدنا ان في امكاننا دفع الناس لاكتشاف شاي العالم بنكهة لبنانية، فلا صراع حضارات حوله ولا موانع من شربه. وقد ركزنا على تقديم أفضل الانواع الموجودة في العالم واخذنا ما يناسب الطقس في لبنان والذوق والمزاج". وروى طرفة صينية تقول انه لا يجوز ان نطلب اكثر من 3 كؤوس من الشاي، فقط! الاولى ناعمة والثانية "مظبوطة" والثالثة قوية ليتذكرها الضيف.
وتحدث عن خصائص خمس لتشجيع الاشخاص على تناول الشاي هي: اولاً، انه يشرك 4 من حواسه اثناء شربه: النظر، الشم، اللمس والذوق. ثانيا، نوعية المياة المستعملة، لأن المياه الكلسية تقتل مذاقه، اما الغنية بالمعادن فتقتل النكهة. ثالثا، رائحته. ورابعا، النكهة واللون. وخامسا، ورقة الشاي وكيف تفتحت. وشرح انواعاً عديدة من الشاي والخلطات التي لا تنتهي. وهو مصنف بحسب الاكسدة، فالشاي الابيض مقطوع على امه يجف في الهواء الطلق، يليه الاخضر ثم الازرق_ الاخضر، فالاسود ويدعوه الصينيون الاحمر. والاكسدة تكون من طريقة تحقيق الاوراق، فكل الشاي مصدره شجرة واحدة والطعم النهائي يتأثر بطريقة التحضير. وهناك الشاي الذي تضاف اليه نكهات، وذلك يتم بطريقة دقيقة جدا مبنية على توازن في المواد وتناغمها، فلكل موسم ولكل وقت في النهار نكهة معينة، ولكل أوان نوع شاي محدد.
يعتبر الشاي من أكثر المشروبات الشعبية في العالم تناولاً بعد الماء، مع نسبة استهلاك تصل الى 50 الف كوب كل ثانية. وهذا المشروب، الذي يعود استعماله الى آلاف السنين، منعش ومذاقه فريد ومنافعه الطبية متنوعة، وهو رمز اجتماعي، آثاره إيجابية للجسم والروح.
منذ اكثر من 5 آلاف سنة اكتشف. وتقول احدى الاساطير ان امبراطوراً صينياً اكتشفه مصادفة حين سقطت أوراقه في كوب المياه الساخنة التي كان يشربها، وأخرى من الهند ومن اليابان حين اكتشف احد الامراء ان هذا المشروب يبقيه صاحيا حتى نهاية رحلته الروحية. وفي الصين بدأ استعماله كوصفات لمشكلات الهضم ولمزاياه التي تبعث الحيوية، وبعد ذلك تطور استعماله وأصبح يصدّر الى العالم وبقيت الصين حتى القرن التاسع عشر المنتج الوحيد. واكتشفه الانكليز في القرن السابع عشر، وانتشر بعدها في اوروبا واميركا والعالم، وبدأ وضعه في اكياس صغيرة منذ عام 1910.
Copyright © 2011 An-Nahar Newspaper All rights reserved.
Provided by Syndigate.info an Albawaba.com company
No comments:
Post a Comment