إجلاء رعايا أجانب من ليبيا


أجلت تركيا المئات من رعاياها في ليبيا، في وقت يعتزم الاتحاد الأوروبي البدء بإجلاء رعاياه، ودعت دول غربية رعاياها إلى مغادرة الأراضي الليبية وحذرت أخرى مواطنيها من السفر إلى هناك، وباشرت شركات

نفط بإجلاء موظفيها الأجانب من هناك، وسط مناشدات في القاهرة لإنقاذ المصريين في ليبيا.

ومنذ مطلع الأسبوع أجلت تركيا 581 تركيا من بنغازي شرقي ليبيا، حيث نقلت طائرتان 293 مواطنا من بنغازي يوم السبت، ووصل 288 آخرون أمس الأحد. وقالت قناة أن تي في التركية إنه يجري إرسال أربع طائرات أخرى وسفينتين إلى ليبيا مع إمكانية إجلاء بقية الأتراك البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف عبر مصر.

وفي هذا السياق قالت وكالة أنباء الأناضول إن السلطات الليبية منعت طائرة إجلاء تركية من الهبوط في بنغازي اليوم مما اضطرها للعودة إلى إسطنبول، وسط تقارير عن سيطرة المحتجين على مطار بنغازي.

ويأتي إجلاء الرعايا الأتراك في وقت قال فيه وزير التجارة التركي ظافر جاجلايان إن لصوصا هاجموا شركات تركية في ليبيا التي تقدر فيها قيمة مشاريع تركيا بأكثر من 15 مليار دولار دون إلحاق الأذى بالرعايا الأتراك، مشيرا إلى أنه سيجري تعويض الشركات عن الأضرار.

في سياق متصل يعتزم الاتحاد الأوروبي إجلاء رعاياها في ليبيا، وفق ما قال مسؤولون في مقر اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل.

ومن المتوقع أن يصدر وزراء خارجية الاتحاد بيانا يشجب قمع المتظاهرين. وقالت وكالة رويترز إن مسوّدة البيان المشترك تتضمن التشديد على أن حرية التعبير والحق في التجمع سلميا هما من الحقوق الأساسية لكل إنسان، ويجب احترامهما.

وكانت العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة دعت مواطنيها لتجنب السفر إلى ليبيا بسبب الاحتجاجات الدامية المطالبة بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية اليوم إن عائلات العاملين في السفارة البريطانية في ليبيا ستعود إلى الوطن حيث ستقلهم طائرات تجارية.

وفي باريس قال وزير الشؤون الأوروبية في فرنسا لوران فوكويه اليوم إن بلاده تعمل على إغلاق مدارس تديرها في ليبيا، كما تحث رعاياها على العودة إلى فرنسا. ويعيش نحو 750 فرنسيا في ليبيا لكن الوزير قال إنهم "ليسوا عرضة لتهديد مباشر في الوقت الحالي".

وفي ألمانيا نصحت الخارجية الألمانية مواطنيها بتجنب السفر إلى ليبيا، كما أوصت جميع الألمان الموجودين حاليا في ليبيا بمغادرة البلاد.

وفي كوريا الجنوبية قال مسؤول في الخارجية بسول إنّ الوضع الأمني في ليبيا بات سيّئا منذ أمس. وأضاف المسؤول أنه ينبغي توفير ضمانات لحماية المواطنين الكوريين الجنوبيين ومؤسسات بلاده في ليبيا.

يأتي هذا التصريح بعد تعرّض موقع كوري للبناء في طرابلس لهجوم من قبل نحو 500 مسلح مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 18 شخصا بجروح، هم 15 من بنغلاديش وثلاثة كوريين، خلال الهجوم الذي وقع الليلة الماضية. ووفق رواية سول قام بعض المسلّحين بسلب بعض المعدات من الموقع.

وفي مانيلا دعت الخارجية الفلبينية رعاياها في ليبيا البالغ عددهم 26 ألفا إلى توخي الحذر، لكنها لم تعلن عن خطة عاجلة لإجلائهم.


إجلاء شركات النفط
وفي إطار إجلاء الرعايا أجلت شركات نفط وغاز أوروبية موظفيها من ليبيا وأوقفت التحضير لأعمال تنقيب هناك بسبب اتساع نطاق الاحتجاجات الدامية في أنحاء البلاد.

وسحبت شتات أويل النرويجية و"أو أم في" النمساوية ورويال داتش شل عددا من موظفيها بعد مقتل عشرات المحتجين المناهضين للنظام الحاكم في بنغازي -ثاني أكبر مدينة ليبية- وامتداد الاحتجاجات إلى العاصمة طرابلس.

ولم يتأثر إنتاج حقل مرزق النفطي الذي تشغله ريبسول الإسبانية حتى الآن وكذلك إنتاج شركة أي ني الإيطالية في ليبيا، لكن شركة بي بي البريطانية العملاقة -التي لا تنتج النفط أو الغاز في ليبيا لكنها كانت بصدد تجهيز منصة برية لبدء أعمال التنقيب في غرب البلاد- علقت عملياتها.

وقال متحدث باسم بي بي إن الشركة تدرس إجلاء بعض الأشخاص من ليبيا حيث لها نحو 40 موظفا في ليبيا.

وقال متحدث باسم رويال داتش شل البريطانية الهولندية إن الشركة العملاقة التي تقتصر عملياتها في ليبيا على التنقيب أيضا نقلت بشكل مؤقت أسر بعض الموظفين الأجانب إلى خارج البلاد.

وقالت مجموعة أو أم في النمساوية للنفط والغاز إن عملياتها في ليبيا لم تتأثر لكنها ستجلي موظفين أجانب.
   

إنقاذ المصريين
في سياق متصل قال مراسل الجزيرة نت في القاهرة محمود جمعة إن وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية أنور عصمت السادات تقدم بطلب إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، ناشده فيه التدخل العاجل لإنقاذ حياة المصريين المقيمين في ليبيا نظراً للظروف الصعبة والحرجة التي تجري هناك.

وأكد السادات في خطابه على ضرورة توفير جسر جوي خصيصا لنقلهم ليشعر المصريون حقا بالتغيير وبأن بلادهم حريصة على أبنائها بالداخل والخارج خاصة ونحن في أعقاب ثورة كان أحد دوافعها إهدار كرامة المصريين في مصر وخارجها.

وشدد السادات في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه على ضرورة البت في طلبه والتحرك السريع من أجل  المصريين المقيمين في ليبيا، وأيضا من أجل أسرهم المصرية التي لا تنام ليلها ونهارها خوفا على حياة أبنائها خصوصا بعد محاولات الزج بالجالية المصرية والتونسية، والمزاعم بأنهم باتوا الآن يحملون السلاح في ليبيا وأنهم سيقاسمون الليبيين بترولهم ومنازلهم ورزقهم بما يمثل تحريضا على الجالية المصرية والعربية هناك ويهدد حياتهم وممتلكاتهم.

وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت أن المواطن المصري متولي متولي عمر بازيني من دمنهور بالبحيرة توفي بطلق ناري أثناء الاحتجاجات التي تشهدها ليبيا حاليا.

No comments:

Post a Comment