المطالبة بثورة أزهرية وانتخاب شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية
بعد أن بارك شيوخ الأزهر خيانة كامب ديفيد وعدم تنحّي مبارك
صُدم العالم الإسلامي من الموقف البائس لشيخ الأزهر الجديد أحمد الطيب، ولمختلف الشيوخ مع بدايات الثورة المصرية وهو ما جعل الأنظار تصوّب إلى هذا الصرح الإسلامي الكبير المغيّب عن الواجهة الفعلية منذ عقود حتى صار أشبه بوزارة حكومية تحت جناح السلطة، ومن بين التحركات الهادئة الأخيرة الاقتراح الذي تقدم به الأستاذ عبد الله بركات وهو أستاذ بجامعة الأزهر يطالب من خلاله بقوانين ودستور جديد يتم عبره تعيين شيخ الأزهر عبر الانتخاب وليس بأوامر فوقية تصل من الحاكم، وهو الاقتراح الذي يحاول عدد من العلماء ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي تفعيله بعد أن تلطخ الصرح خلال ما يزيد عن ثلاثين سنة، إلى درجة أن الشيوخ باركوا معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني ووصل الحال أن مد الراحل الطنطاوي يده لمصافحة نتنياهو، ثم زعم بأنه لم يعرفه رغم أن كل العالم يحفظ وجوه العصابات الصهيونية التي تظهر يوميا على مختلف الشاشات.. وقد تفادى شباب الثورة والفايس بوك عندما وضعوا القائمة السوداء أسماء بعض شيوخ الأزهر الذين كفّروا الثائرين تفاديا للفتنة ولكنهم دعموا إجراءات جديدة تجعل الأزهر الشريف مفصولا عن السياسة العامة لأجل أن يحقق ما أنشئ لأجله هذا المنصب الذي يعود إلى عام 1101 هجرية أي منذ 300 سنة.. ويذكر التاريخ الكثير من المشايخ الذين لوّثوا أسماءهم سياسيا فكانوا يطالبون بعدم إقحام الدين في السياسة وفي نفس الوقت يدعمون الساسة مثل الدكتور عبد الحليم محمود وعبد الرحمان بيصار اللذان تزامن وجودهما على رأس الأزهر مع اتفاقية الخيانة الكبرى مع الصهاينة، أما الرئيس المخلوع حسني مبارك فزامنت حقبته الاستبدادية أربعة مشايخ وهم عبد الرحمان بيصار الذي كان يدعم العلاقات مع الصهاينة وجاد الحق علي وانتهاء بالراحل محمد سيد طنطاوي وأحمد الطيب وكلهم لم ينصحوا مبارك وكانوا على دينه، وبقي الإخوان المسلمين أكبر أعداء شيوخ الأزهر، خاصة في الزمن الناصري عندما قام جمال عبد الناصر باعتقال الكثير منهم وإعدامهم دون أن يحركوا ساكنا، فقد واجه إبراهيم حمروش ومحمد الخضر حسين انتقادا لاذعا في بداية الخمسينات من القرن الماضي، ولكن الشيوخ عبد الرحمان تاج ومحمد شلتوت وحسن مأمون أنقذتهم الحروب العربية الإسرائيلية بعد أن وقفوا إلى جانب النظام الناصري الذي حارب إسرائيل.. عندما تم إنشاء منصب شيخ الأزهر منذ 300 سنة كان الهدف أن يكون زعيمه شيخ الإسلام في مصر وفي العالم الإسلامي، ولكنه الآن فقد مكانته في مصر، فما بالك ببقية الأقطار، وطال الانتقاد أيضا منصب مفتي الديار المصرية الذي يعود إلى عام 1895م وهي الدار التي تُفتي في كل شيء بطاعة المخلوق الحاكم في معصية الخالق.
No comments:
Post a Comment