حكم القذافي في خطر مع وصول الاحتجاجات الى طرابلس

طرابلس 21 فبراير شباط (رويترز) - بدا حكم الزعيم الليبي معمر القذافي المستمر منذ أربعة عقود في خطر متزايد اليوم الاثنين عندما وصلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الى العاصمة للمرة الاولى

فيما سقط عشرات القتلى بأيدي قوات الامن.

وأصبحت عدة مدن في الشرق في أيدي المعارضة فيما يبدو بينما انتشرت الاحتجاجات خارج بنغازي مهد الانتفاضة الشعبية التي هزت واحدة من أكثر حكومات العالم العربي المترسخة في السلطة.

وقال أحد أبناء معمر القذافي ان الزعيم الليبي سيقاتل الثورة الشعبية التي هزت حكمه المستمر منذ 40 عاما حتى "آخر رجل".

وتجمع محتجون مناهضون للحكومة في شوارع العاصمة طرابلس واعلن زعماء قبليون رأيهم صراحة ضد القذافي وانضمت وحدات بالجيش للمعارضة في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا المصدرة للنفط واحدة من ادمى الثورات التي تهز العالم العربي والتي كلفتها أكثرمن 200 قتيل.

وقال محتجون انهم سيطروا على بنغازي ومدن اخرى في اختبار قاس لقبضة القذافي الحديدية فيما أشار بعض المحلللين الى ان البلاد تتجه نحو حرب أهلية.

وقال شادي حامد مدير الابحاث بمركز بروكينجز الدوحة في قطر ان ليبيا مرشحة على الارجح لحرب أهلية لان الحكومة فقدت السيطرة على جزء من أراضيها.

وأشارت تقارير الى ان الانتاج في واحد من آبار النفط توقف نتيجة لاضراب العمال وسحبت بعض شركات النفط الاوروبية العاملين الاجانب وأوقفت العمليات. وتقع معظم آبار النفط في ليبيا في الشرق جنوبي بنغازي مهد الاضطرابات الحالية.

وذكرت صحيفة قورينا الليبية على موقعها على الانترنت اليوم الإثنين أن احتجاجات مناهضة للحكومة اندلعت في بلدة راس لانوف الليبية حيث توجد مصفاة للنفط ومجمع بتروكيماويات.

وفي مؤشر على الخلافات داخل النخبة الحاكمة في ليبيا استقال وزير العدل احتجاجا على استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين.

وفي الهند استقال السفير الليبي احتجاجا على حملة العنف.

وأصدر ائتلاف من رجال الدين الليبيين فتوى بأن خروج كل المسلمين في ليبيا على القيادة فرض عين.

وأضافوا في بيان أن السلطات الليبية تتمتع بالافلات من العقاب وتواصل بل وتشدد جرائمها الدموية ضد الانسانية مشيرة إلى أنها بذلك خرجت تماما عن سبيل الله والنبي محمد.

وتتابع الدول الاوروبية التطورات في ليبيا باحساس متزايد من الانزعاج بعد ان قالت طرابلس انها ستوقف التعاون بشأن وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يقوم بزيارة للمنطقة ان الاحداث في ليبيا مروعة وغير مقبولة.

ونقل تلفزيون الجزيرة عن مصادر طبية قولها ان 61 شخصا قتلوا في أحدث احتجاجات في طرابلس.

وقالت ان قوات الامن تنهب البنوك والمؤسسات الحكومية الاخرى في طرابلس وان المحتجين اقتحموا العديد من مراكز الشرطة وحطموها.

وقال مراسل لرويترز في طرابلس ان السكان يقومون بتخزين السلع الاساسية توقعا فيما يبدو لاندلاع اشتباكات جديدة بعد حلول الليل. وكانت هناك طوابير طويلة امام محال الاطعمة وصفوف طويلة من السيارات عند محطات الوقود.

واشتعلت النيران في مبنى يجتمع فيه مؤتمر الشعب العام (البرلمان) في طرابلس اليوم الاثنين كما اشتعلت النيران في مركز شرطة بأحد الضواحي الشرقية.

وظهر سيف الاسلام ابن القذافي في التلفزيون الحكومي في محاولة لتهديد ولتهدئة الشعب في الوقت نفسه قائلا ان الجيش سيفرض الامن بأي ثمن لانهاء واحدة من أكثر الثورات دموية التي زلزلزت العالم العربي.

وقال أمس الاحد "نحن معنوياتنا مرتفعة والقائد معمر القذافي يقود المعركة في طرابلس ونحن معه والقوات المسلحة معه.

"نحن لن نفرط في ليبيا سنقاتل حتى اخر رجل وحتى اخر امرأة واخر طلقة ولا يمكن نتركها بلادنا."

لكن الناس في طرابلس عبرت عن غضبها من الكلمة.

وقالت امرأة ليبية ذكرت ان اسمها سالمة "كان الخطاب سيئا جدا جدا."

وقالت "كان الخطاب مخيبا للامال لانه هدد الشعب الليبي بالقتل والجوع والحرق. لم يقدم راحة لارواح الشهداء الذين قتلوا."

وقال رجل آخر "كنا ننتظر شيئا جيدا لنا نحن السشباب ليهديء الغضب لكنه لم يفعل شيئا."

وكان مؤيدو القذافي في وسط الميدان الاخضر بطرابلس اليوم الاثنين يلوحون بالاعلام ويحملون صورته.

ومن غير المرجح ان يكون تملق سيف الاسلام كافيا لتهدئة الغضب الذي تفجر بعد أربعة عقود من حكم القذافي -- فيما يعكس الاحداث في مصر حيث أطاحت ثورة شعبية بالرئيس حسني مبارك قبل عشرة أيام.

وفي مدينة بنغازي بدا ان المحتجين يسيطرون بشكل كبير على المدينة الساحلية بعد ان اجبروا قوات الجيش والشرطة على الانسحاب الى مجمع. واضرمت النار في مبان حكومية ونهبت.

وقالت هناء الجلال الاستاذة بجامعة بنغازي لقناة الجزيرة انترناشيونال ان شبانا بأسلحة هم المسؤولون عن المدينة وانه لا توجد قوات أمن في أي مكان.

وقال صلاح الدين عبد الله انه في بنغازي توجد احتفالات ومشاعر نشوة وان المدينة لمتعد تحت سيطرة الجيش وهي بالكامل تحت سيطرة المتظاهرين.

وترددت تقارير بأن الجنود الذين رفضوا اطلاق النار على المدنيين أعدمهم قادتهم في بنغازي.

واعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية اليوم الاثنين ان مئات الليبين الذين كان بعضهم مسلحا بسكاكين وبنادق هاجموا موقع بناء تديره شركة كورية جنوبية في طرابلس مما ادى الى وقوع اشتباك اصيب فيه اربعة اجانب على الاقل.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان 223 شخصا على الاقل قتلوا خلال خمسة ايام من العنف. وكان معظمهم في بنغازي مهد الانتفاضة وهي منطقة قبضة القذافي فيها اضعف دائما من المناطق الاخرى في ليبيا.

No comments:

Post a Comment