القذافي لن يترك ليبيا بسهولة وقد يبيدها قبل أن يموت
الثوار يستعدون للزحف نحو طرابلس ويتدربون عسكريا في سرية تامة
ذاع صيته بعد أن كان أول مسؤول كبير يعلن استقالته من نظام العقيد القذافي بُعْيد تفجر ثورة17 فبراير، محتجا على الأوضاع الدامية واستعمال العنف المفرط ضد المتظاهرين.
- كما دخل الرجل دائرة الاهتمام الإعلامي، بشكل أكبر، بعد إعلانه في أوج أحداث الثورة الليبية عن مساع لتشكيل مجلس وطني مؤقت برئاسته تمهيدا لتشكيل حكومة تضم شخصيات مدنية وعسكرية "موثوق بها" تسير شؤون كل "المناطق المحررة" مدة ثلاثة أشهر، على أن يتوج ذلك بانتخابات حرة ديمقراطية ونزيهة، يختار الشعب بموجبها نوابه ورئيسه بشكل ديمقراطي حر.. هو القاضي مصطفى عبد الجليل وزير العدل المستقيل، كما يقول العارفون به، هو ذو تاريخ مشرف في محاربة الفساد وملاحقة المسؤولين عنه.. ولد مصطفى عبد الجليل فضيل في مدينة البيضاء بشرق ليبيا عام 1952م، ودرس بمدارسها خلال المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، انتقل عام 1970 للدراسة في جامعة قاريونس ببنغازي، ثم عاد إلى البيضاء بعد ضم الجامعة الإسلامية إلى الجامعة الليبية، وتخرج من قسم الشريعة والقانون بكلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية بتقدير ممتاز عام 1975 م. ورغم أنه تقلد منصب وزير العدل في عهد معمر القذافي، الذي يوصف بأنه شمولي، فقد وجد لنفسه مساحة للتحرك خارج ما يريده النظام. حيث كان قد استقال احتجاجا على عدم تنفيذ أحكام القضاء واستمرار الأجهزة الأمنية في اعتقال أكثر من 300 سجين سياسي يقبعون في المعتقلات السياسية بعين زارة وسجن أبو سليم، رغم أن محاكم ليبية قضت ببراءتهم. وانتقد عبد الجليل في 16 أكتوبر 2009 م تغول جهاز الأمن الداخلي على أحكام القضاء. "الشروق" التقت المستشار مصطفى عبد الجليل، و كان السفر إليه في مدينة البيضاء هينا لما له من تقدير بين أبناء شعبه، ثم كان هذا الحوار:
- = صدر عن المجلس الانتقالي اتهام للجزائر بالمشاركة في نقل مرتزقة القذافي إلى ليبيا.. على أي أساس تم هذا الاتهام؟ وما هي الدول التي تقف خلف إمداد القذافي بالمرتزقه، وكم يبلغ عددهم؟
- == لم تصدر أي بيانات رسمية عن المجلس باتهام الجزائر في مثل هذا الأمر، ونحن على ثقة كاملة بأن الجزائر دولة محورية وبأنها لا يمكن أن تتورط في هذا الأمر، أما عن المرتزقة الأفارقة الذين يدعمون ميليشات القذافي فلا يوجد عدد محدد لهم، لكنني أعتقد بأنهم يفوقون 5 آلاف، وما زالوا يتوافدون، لذلك نحن نطلب من المجتمع الدولي بشدة وبإلحاح أن يفرض حظرا جويا على ليبيا، حتى لا يستمر معمر القذافي في جلب مرتزقة آخرين إلى ليبيا من غانا وكينيا وغيرها من الدول التي هو على علاقة جيدة بها.
- القذافي منح الجنسية الليبية لمرتزقة من تشاد ونيجر وكينيا
- = كيف تقيم الوضع الحالي في ليبيا.. وإلى أين تتجه الأمور؟
- == بداية يجب التوضيح بأنه لا وجود لأحزاب أو طوائف في ليبيا، فهي تحكم من معمر القذافى حكما ديكتاتوريا بحتا، حكما متسلطا لا يوجد له مثيل في العالم، ولا يوجد بها جيش، كل الكتائب التي تتسلح هي ميليشيات تحت تصرف أبناء القذافي معتصم وحنبعل وخميس، أما بالنسبة إلى منطقة الشرقية فقط سقطت في أيدي الثوار بالفعل و لم يستمر ذلك أكثر من يومين، فهي منطقة معروفة بتاريخها النضالي الطويل، فقد خرج منها عمر المختار، والآن القذافي يتحصن في طرابلس، وبدون سقوط العاصمة فلن يسقط النظام، لكنني أؤكد لك بأن الأمر يضيق على القذافي حاليا في طرابلس، رغم استعانته بالمرتزقة الأفارقة الذين منحهم الجنسية، فقد كنت شاهد عيان على ذلك، حيث عملت في اللجنة العامة لمنح الجنسية، وكنا نمنحها للعديد من مواطني تشاد والنيجر وكينيا.
- = ولماذا لجأ القذافي إلى منح الجنسية لعدد كبير من الأفارقة؟
- == كان القذافي يصدر تعليماته بذلك، وعندما كنا نعترض كان يقول إن هؤلاء جنود وقد أدوا الواجب الوطني في معارك التحرير بإفريقيا وسنرعاهم وأبناءهم من خلال منحهم الجنسية الليبية، كنت أعترض وأؤكد أنه من الأولى منح الجنسية لأبناء الليبيات اللواتي تزوجن من جنسيات غير ليبية.
- = ما مبرر القذافي فى منح الجنسية الليبية لهؤلاء الأفارقة؟
- == لأنه لا يثق في أي ليبي.
- = كيف كانت علاقتك بالقذافي قبل الثورة، خاصة أنك توصف بأحد مقربيه؟
- == لا أبدا، أنا كنت قاضيا لمدة 22 سنة، وأصدرت أحكاما يشهد لها الجميع، وهي كانت سببا ليختارني سيف الإسلام وزيرًا للعدل إرضاءً للشارع الليبي، وذلك لتحقيق الإصلاح الذي كان ينوي انتهاجه، وفعلا كنا قد بدأنا الإصلاح ودفعنا تعويضات وصلت حوالي 3 مليارات دينار ليبي.
- = لمن تم دفع التعويضات؟
- == لمن نزعت الدولة أملاكهم وأممت بيوتهم وشركاتهم، لمن قضوا في السجن سنوات طويلة دون أن يحاكموا، ولمن ماتوا في السجون، حاولنا أن نجري إصلاحات حقيقية بدأت تعطي ثمارها، فقد كانت هناك حرية رأي إلى حد ما، كانت هناك قناة فضائية حرة، ولكن بدأ تقليص هذه الإصلاحات بضربات من معمر القذافي التي أدت إلى الحالة التي نحن عليها.
No comments:
Post a Comment