صنعاء – من أبو بكر عبدالله:تصاعدت وتيرة التظاهرات الشبابية المطالبة بتنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي يرأس اليمن منذ 33 سنة، في ظل مخاوف من انفجار الأوضاع في هذا
البلد، نتيجة تحركات الجيش والأمن ولجوء صنعاء إلى قمع التظاهرات التي استمرت طوال النهار والليل وتخللتها حملات اعتقال طاولت عشرات الناشطين وأثارت انتقادات لدى الاحزاب التي دعت الحكم إلى "ضمان حرية التعبير السلمي واستلهام دروس التجربتين التونسية والمصرية".وأعلنت أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك (ستة أحزاب من اليسار والإسلاميين) قبولها مبادرة الرئيس علي صالح التي تعهد فيها عدم التمديد لنفسه أو توريث نجله الحكم وتجميد مناقشة مشروع تعديل الدستور وتأجيل الانتخابات ومعاودة الحوار تحت مظلة لجنة الحوار الوطني وطالبته بخطوات عملية لمبادرته "بتنحية أبنائه وأقاربه من مناصبهم في القوات المسلحة والأمن والحكومة والسلطة المحلية والخدمة المدنية والقطاعين العام والمختلط".
وجاء إعلان المعارضة في مؤتمر صحافي عقده قادتها بصنعاء بعيد دعوة الحزب الحاكم اياها الى "الاستجابة للمبادرة وعدم إضاعة الوقت، لتجنيب البلد مناخات التأزم". وصرح الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الآنسي بأن مبادرة الرئيس "تضمنت تنازلات متقدمة هي موضع ترحيب من المعارضة التي ستبحث في كيفية تطبيقها، وهناك فرصة للوصول إلى التغيير بالطرق السلمية".
وإذ رفعت المعارضة سقف مطالبها بدعوتها للمرة الأولى الرئيس الى تنحية اقاربه المسيطرين على مؤسسة الجيش والأمن، رأى قادة معارضون أن "النظام القائم يمثل جوهر الأزمة في اليمن، وأن أي مشاكل لا يبحث في حلولها داخل النظام تظل ناقصة وغير مجدية، كونه المنتج الأول للأزمات". وشددوا على "أن أي مبادرة ينبغي أن تتجه الى إنقاذ البلاد وليس إلى إنقاذ النظام".
واقترحت آليات لعقد "مؤتمر الحوار الوطني" بمشاركة جميع القوى السياسية و"الحراك الجنوبي" ورموز المعارضة في الخارج والحوثيين للبتّ النهائي لبرنامج الإصلاح الشامل والتوافق على تعديل الدستور وقانون الانتخابات وتأليف حكومة وفاق وطني لتنفيذ برنامج الإصلاحات الشامل على أن تتولى اللجنة العليا للانتخابات الحالية الإعداد لاستفتاء شعبي على تعديل الدستور يلي ذلك تأليف لجنة عليا من الأحزاب للتحضير للانتخابات النيابية.
وحضت الحكم على القبول فوراً "بإصلاحات جذرية للنظام من أجل تحقيق التغيير المنشود" وحذرت من أن الشارع سيكون الضامن اذا تنصل الحكم من التزاماته في الحوار الوطني "وسيكون صاحب الكلمة الفصل في التغيير والبحث عن دولة لا يحتكرها فرد أو أسرة أو حزب أو قبيلة".
قمع التظاهرات
ومع اتساع دائرة الاحتجاجات المطالبة بالتغيير الديموقراطي، رفعت السلطات حال التأهب في صفوف قواتها واتخذت إجراءات مشددة في المدن الرئيسية، كما نشرت وحدات من قوات الجيش والشرطة في المدن لتفريق أي تجمعات للمتظاهرين في العاصمة والمحافظات، فيما أحاطت ميدان التحرير بوسط العاصمة صنعاء بالأسلاك الشائكة لمنع المتظاهرين من اقتحامه.
وقال ناشطون إن دوريات الجيش والأمن فرقت بالهراوات وأعقاب البنادق مئات من المتظاهرين الشباب المتجمعين منذ السبت في شارع التحرير بمحافظة تعز، للمطالبة بتنحي علي صالح عن الحكم، وأكدوا أن أجهزة الأمن هاجمت فجرا المتظاهرين وشنت حملة اعتقالات طاولت أكثر من 30 شابا من المحتجين، الذين أعلنوا "تأليف حركة" شباب من أجل التغيير". كذلك فرقت قوات الجيش متظاهرين في محافظتي عدن والحديدة واعتقلت عشرات منهم.
حركة 3 شباط
ووزعت "حركة 3 شباط" الشبابية في صنعاء بياناً طالبت فيه الرئيس اليمني بإجراءات عاجلة لتنحية أبنائه وأقاربه الذين يتقلدون مناصب رفيعة في القوات المسلحة والأمن والمرافق الحكومية الصناعية والنفطية، ونشرت قائمة بأسماء 22 شخصية من أبنائه وأقاربه بينهم نجله العميد احمد قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، قادة الأمن المركزي، الحرس الخاص، القوات الجوية، الفرقة الأولى المدرعة، المنطقة الشمالية الغربية، الجهاز المركزي للأمن القومي إلى عدد من ادارات الشركات الحكومية الصناعية والنفطية.
علي صالح
وإذ واصل الرئيس علي صالح جولاته في مناطق القبائل اليمنية الشمالية لحشد التأييد، أعلنت صنعاء أمس إرجاء زيارة كانت مقررة له للولايات المتحدة إلى نهاية الشهر الجاري. وأفادت وكالة الإنباء اليمنية "سبأ" أن قرار إرجاء الزيارة "جاء نتيجة الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة".
وقال السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرستين الذي عقد سلسلة لقاءات مع وزيري الدفاع والخارجية أن الولايات المتحدة شجعت الحكم والمعارضة في اليمن على الحوار، مشيراً إلى أن "الأوضاع الراهنة في المنطقة كفيلة بالوصول إلى اتفاق في شأن الخلافات السياسية".
وكان فيرستين يتحدث في مؤتمر صحافي، وسئل عن إمكان أن تشهد اليمن أحداثا مماثلة لثورة الشعب في مصر وتونس، فأجاب: "لا أريد إجراء أي نوع من المقارنة بين اليمن وما حدث في مصر وتونس... الولايات المتحدة، وستكون قلقة اذا تخلى الأطراف السياسيون عن الحوار، وفي هذه الظروف لا يمكننا التنبؤ بالنتائج، وأي فوضى لا تخدم الشعب اليمني".
Copyright © 2011 An-Nahar Newspaper All rights reserved.
Provided by Syndigate.info an Albawaba.com company
No comments:
Post a Comment