الخارجية البريطانية: كوسا في مكان آمن ونناقش معه الآن خياراته وخياراتنا لنرى كيف سنتقدم
يعيش القذافي حالة في غاية السوء والإحباط نتيجة استقالة وزير خارجيته موسى كوسا، حيث أوضحت مصادر اعلامية - مقربة من الدوائر الحكومية الليبية في نظام القذافي - أن القذافي أصيب بصدمة عنيفة وحالة من الوجوم بعد ما تم إبلاغه بنبأ انشقاق موسى كوسا وزير الخارجية وانتقاله إلى لندن بعد ما حصل على ضمانات أمريكية وبريطانية باعتباره شاهد ملك ضد نظام القذافي.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نقلت المصادر ان العقيد أصيب بنوبة هياج عصبي وغضب شديد عندما بلغه نبأ هروب وزير خارجيته، وكلف رئيس استخباراته أبوزيد عمر دوردة بالبحث عن مكان وجود كوسا بلندن وتصفيته هناك.وأضافت المصادر أن الغرب يتوقع أن يحصل من كوسا المقرب بشدة من القذافي على معلومات ثمينة بشأن النظام الليبي، غير أن السؤالين اللذين يطرحان نفسيهما هما: ما الثمن الذي سيسدده الغرب مقابل ما سيحصل عليه من معلومات؟ وهل سيمنح الاتحاد الأوروبي حق اللجوء السياسي فوق أراضيه لشخص متهم بارتكاب مجازر قتل جماعي وجرائم ضد الإنسانية؟.
ورجحت المصادر حالة الهياج العصبي التي أصابت القذافي من استقالة كوسا بأن سببها يرجع لما يحمله كوسا من معلومات تفيد الغرب في الحملة الدولية ضد القذافي وليس بأنه كان شخصا مقربا منه، مضيفة: القذافي يسير بمنهج أنا ومن بعدي الطوفان، فلا يتأثر بفرار شخص مقرب منه عاطفيا، لكن يتأثر بما يحمله هذا الشخص من معلومات، وبينت أن كوسا قرر مغادرة منصبه بعد ما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود وأيقن أن النظام على وشك السقوط.
وقالت المصادر إن القذافي بدأ يشعر بالوحدة والعزلة وأن سلوكه الشخصي تغير على نحو متسارع منذ آخر ظهور علني له يوم الثلاثاء الماضي، موضحة أن القذافي مع ذلك لم تصدر منه أي بادرة يمكن اعتبارها علامة على الاستسلام والاستعداد لمغادرة ليبيا كحل نهائي وأخير.
رجال العقيد يفرون من حوله
كما ذكرت المصادر أن رئيس المخابرات التابع لنظام معمر القذافي، بوزيد دوردة هرب إلى تونس ويعتقد أن يعلن انشقاقه. وأوضحت المصادر أن رئيس الاستخبارات خرج إلى تونس إما بسبب الهدف المعلن وهو تصفية وزير الخارجية موسى كوسا أو للفرار من نظام القذافي، وإعلان استقالته من خارج ليبيا، لكن المصادر رجحت أن يكون السبب الثاني هو الأغلب وفي مؤشر آخر لسقوط القذافي، قال سفير نظام معمر القذافي لدى الأمم المتحدة علي عبد السلام التريكي إنه يرفض تولي أي منصب رسمي يسند إليه بسبب ما يجري في بلاده من إراقة للدماء.
وأدلى التريكي بهذه التصريحات في بيان أرسله ابن أخيه سفيان التريكي وهو مبعوث بالجامعة العربية في القاهرة إلى رويترز، وقال إن عمه يوجد بالقاهرة الآن وقال التريكي، في البيان: قررت عدم الاستمرار في العمل وعدم قبول أي عمل يسند إلي… وإنني في الوقت نفسه أدعو الله أن يوفقني لعمل شيء يسهم في إنقاذ هذا الوطن الغالي، ودعا إلى الحوار لتقرير مصير ليبيا وتحديد معالم مستقبلها.
تأمين كوسا
من جانبها، أعلنت الخارجية البريطانية أن أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي، موسى كوسا، انشق عن نظام معمر القذافي وهو موجود في مكان آمن. وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، إن لندن علمت مسبقا باعتزام كوسا الفرار إليها قبل فترة قصيرة، مشيرا في حديثه لوكالة رويترز، إلى أنه في مكان آمن بالمملكة المتحدة في الوقت الراهن. وجدير بالذكر ان كوسا من أهم رجال القذافي منذ أكثر من ثلاثين عاما، وهم المجموعة الذين كان يطلق عليهم -رجال الخيمة-، نسبة إلى خيمة العقيد التي لا يشاركه الجلسات فيها إلا الصفوة. وأضاف، هيج، نحن نناقش معه الآن خياراته وخياراتنا لنرى كيف سنتقدم، مضيفا أن انشقاق كوسا ولجوءه إلى بريطانيا، سيشجع آخرين من المقربين للقذافي عن التخلي عنه. وقال، المندوب الليبي السابق لدى الأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم: إن انشقاق كوسا دليل على أن نظام القذافي قد انتهى، مشيرا إلى أن كوسا يعرف الكثير، وأنه الصندوق الأسود للنظام.
استعادة البريقة
وعلى الصعيد العسكري، أفادت مصادر عسكرية لـ"الشروق" أن أفراد الجيش الوطني والثوار، يقومون بالتجمع غرب إجدابيا في محاولة للتقدم حول البريقة وإستعادتها من قوات القذافي، فيما حدد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل شروطا لوقف إطلاق النار، والتي تتلخص في الإلتزام بالقرار الدولي، حماية المدنيين، وخروج قوات القذافي من المدن، ومنح المدن الحرية في التعبير. وأعلن الثوار استعدادهم لوقف إطلاق النار بشروط، على إثر وصول مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا عبد الإله الخطيب إلى معقل المعارضة في بنغازي الجمعة. وقال صلاح الدين، وهو عضو كبير في لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية، إن زيارة الخطيب تهدف للقاء مسؤولي المجلس والاطلاع على المتطلبات الشعبية.
وقال صلاح الدين إن الخطيب سيبقى في بنغازي لمدة أربع ساعات تقريبا، وإن الزيارة تأتي باعتبارها متابعة لمؤتمر لندن بشأن ليبيا، وأضاف أن هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها الخطيب للمنطقة التي تسيطر عليها المعارضة الليبية، وأنه كان موجودا في طبرق قبل عشرة أيام.
400 مفقود
وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر حقوقية لـ"الشروق" بأن أكثر من 400 شخص فقدوا في شرق ليبيا منذ بدء الثورة قبل ستة أسابيع وأنه يخشى قتل أو اعتقال كثيرين من قبل قوات القذافي.
وقالت المصادر ان عدد المفقودين يشمل أيضا أربعة أطباء ليبيين وثلاثة صحفيين، لكن معظم المفقودين شبان عاطلون انضموا الى قوات المعارضة ليصبحوا مقاتلين أو أنصارا
No comments:
Post a Comment